بداية هذا الفندق الذي يرى البعض أن شهرته لا تقل بأي حال من الأحوال عن شهرة الأهرامات وأبو الهول تعود إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر وتحديداً لعام 1869 وهو تاريخ إنشاء الفندق أما صاحبة الفضل في إنشائه، فهي الإمبراطوره اوجيني إمبراطورة فرنسا التي عشقها الخديوي إسماعيل. في تلك الفترة كانت مصر تستعد لافتتاح قناة السويس وصاحب ذلك إنشاء دار الأوبرا المصرية وشق الشوارع وتجميل العاصمة استعداداً لاستقبال ضيوف حفل الافتتاح من ملوك وأمراء أوروبا وعلى رأسهم أوجيني. ضمن برنامج الزيارة كان من المقرر أن تزور الإمبراطورة الجميلة الأهرامات وأبو الهول. ولأن الرحلة إلى تلك المنطقة في هذا الزمن كانت تستغرق وقتاً طويلاً في الذهاب والإياب، فكر الخديوي اسماعيل في أن تقضي أوديني ليلة الزيارة في استراحته المتاخمة لمنطقة الأهرامات. كان الخديوي قد أنشأ تلك الاستراحة له ولعائلته لاستخدامها خلال رحلات الصيد وخصص حولها مشاحات شاسعة من الاراضي حولها إلى حدائق بدت كواحة خضراء وسط الصحراء القاحلة. وأضاف إليها بعض الغرف وأدخل تعديلات على بعض غرفها لتلائم استقبال أجمل جميلات عصرها. ومنذ ذلك الحين خصص الخديوي تلك الاستراحة لاستضافة ضيوف مصر وحتى ذلك لجين لم يكن قد أطلق على تلك الدار إسم مينا هاوس.
يرجع الفضل في هذا الإسم إلى ثري أنجليزي يدعى السير فريدريك هيد الذي بهر بالاستراحة وموقعها عند زيارة مصر بصحبة زوجته. اشترى السير فريدريك تلك الاستراحة ورأت أنه يمكن لدار متسعة كتلك استضافة السياح للمبيت نظراً لأهمية موقع الدار المجاورة للأهرامات وبالفعل تم تحويل الدار إلى فندق أطلق عليه مينا هاوس. ظل السير فريدريك يبحث عن إسم للاستراحة حتى اقترح عليه أحد الأصدقاء ان يسميه بإسم مينا موحد القطرين في مصر القديمة وأعجب فريدريك بالفكرة فأطلق على الاستراحة إسم "مينا هاوس". أضاف السير البريطاني طابقاً
ثانياً للمنزل واهتم بحديثته وأضاف إليها المزيد من الأشجار والنباتات النادرة.
ورغم سحر تلك الإستراحة، قام السير فريدريك ببيعها بعد أن تضاعف سعرها واشترت اسرة إنجليزية الاستراحة وقررت تحويلها إلى فندق مستفيدة من صيته الذائع. قامت تلك الأسرة بإدخال بع التجديدات على الفندق وترميم المقتنيات الأثرية فيه وأضافت إليه بعض اللمسات العصرية التي تعبر عن الفن المعماري الإنجليزي.
تم افتتاح الفندق لاستقبال النزلاء في عام 1887 وأضيف إليه حماماً للسباحة في عام 1890 وملعباً صحراوياً للجولف في عام 1899 تحول إلى حقول خضراء بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
الشهرة الهائلة للفندق زادت خلال فترة الحربين العالميتين الأولى والثانية. ففي الحرب العالمية الأولى كان الفندق مقراً لإقامة الجنود الأستراليين بينما صار الفندق في فترة الحرب العالمية الثانية مقراً لاجتماعات خطيرة لقيادة قوات الحلفاء كاجتماع رئيس الوزراء البريطاني نستون تشرشل مع الرئيس الأمريكي روزفلت والزعيم الصيني شانج شاي شيك لمناقشة عالم ما بعد الحرب فيما عرف بإسم "مؤتمر القاهرة" وإقام بة القائد البريطاني مونتجمري فيه ولا يزال أحد أجنحة الفندق يحمل إسمه. والواقع أنه خلال الحرب العالمية الثانية قامت قوات الحلفاء باستئجار الفندق بالكامل وأقام فيه قادة جيوش الحلفاء بل أن بعض هؤلاء القادة كانوا يديرون العمليات الحربية من غرفهم بالفندق. ويقال أن موسوليني طلب رسمياً من القوات الألمانية أن يكون الفندق هو مقر القيادة الإيطالية عند دخول قوات المحور إلى مصر كما كان يتمنى.
في هذا الفندق نزل الكثير من الملوك والعظماء، فيقال أن الملك فاروق كان دائم التردد عليه في ساعات متأخرة من الليل وأغاخان زعيم الطائفة الإسماعيلية الذي كان يفضل الإقامة فيه مع زوجته عند زيارته لمصر. زار الفندق الملك زوغو ملك ألبانيا الذي أضطرت إدارة الفتدق لشراء خزانة ضخمة تكفي للمجموهرات التي اصطحبها هذا الملك معه. ولهذا الملك قصة أخرى مع الفندق في عام 1946 حينما حضر بصحبة زوجته وابنه المريض الذي أنقذ حياته طبيب مصري هو عمر شوقي باشا. ونزل فيه أيضاً هيلاسلاسي إمبراطور الحبشة وبول ملك اليونان والعاهل السعودي الراحل سعود بن عبد العزيز وإيمانويل ملك إيطاليا وجوستف ملك السويد وأنجريد ملك الدنمارك. ولا ننسى أن هذا الفندق العريق استضاف محادثات السلام الأولى بعد حرب أكتوبر 1973 ولو حضر العرب يومها، لتغير وجه المنطقة بأسرها.
أما عن نجوم السينما فحدث ولا حرج، حيث نزل فيه عشرات من نجوم السينما العالمية أبرزهم شارلي شبالن وروبرت تايلور وانجريد بريجمان وسيسيل دي ميل وكاتري هيبورن ودورين ويلز وريتا هيوارت وتشارلتون هيستون ودورين ويلز وغيرهم كثيرين.
شريف على








ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق